عدد الرسائل : 611 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 26/04/2008
موضوع: حتى نغير ما بأنفسنا الجزءالثانى الإثنين 28 أبريل 2008 - 22:03
- 2 - حتى نغير ما بأنفسنا 2- الإيمان أولا ، فلنبدأ به
لقد كان الرسل جميعا يركزون في دعوتهم للناس على إشعارهم بحاجتهم إلى الله سبحانه وتعالى فيذكرونهم بحجم النعم التي أنعمها عليهم ويخوفونهم من سوء مآلهم إن هم عصوه وخالفوا أمره . وبما أن الأعمال تنطلق من إيمان صاحبها بجدواها ، ومدى حاجته إليها يصبح التركيز على فضل العمل والآثار المترتبة على القيام بفعله من الأهمية بمكان لإنشاء الحاجة وتوليد الرغبة داخل النفس .
إن تعدد مظاهر ضعف الإيمان يدل دلالة قاطعة على قلة مساحته في القلوب ، حينئذ لا يمكن العلاج في مواجهة المخطئ بخطئه أو الكشف عن ضعفه ، والعمل على تخطئته ولا يجدي نفعا إلزامه بإنتهاج السلوك المضاد لأن الحالة التي وصل إليها تعكس أول ما تعكس ضعفا إيمانيا في قلبه ينتج عنه تغيير في فكره وقناعاته فانعكس ذلك على سلوكه ، فإذا ما ألزمته بتغيير سلوكه دون أن تبدأ بإيقاظ الإيمان في قلبه فكأنما تحرث في الماء فهو في واد وأنت في واد آخر ، وذلك لأنه ليس لديه دافع ذاتي يقوده إلى مثل هذا التغيير .
من هنا فإن بداية الخروج من هذا الواقع وعلاج مثل هذه الظاهرة ليست في تكليفات جديدة يتثاقل عن آدائها القلب الضعيف ، وإنما يكون بالإيمان ، إذا فالإيمان قبل التكليفات ، فهذا جندب بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاير ( وهو الشاب الممتلئ نشاطا وقوة وجلدا ) ، فتعلمنا الإيمان قبل القرآن ثم تعلمنا القرآن فإزددنا إيمانا . رواه ابن ماجة . ويؤكد على هذا المعنى عبد الله بن عمر رضي الله عنه بقوله : لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغي أن يقف عليه منها ، ثم رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري أمره ولا ما ينبغي أن يقف عنده فينثره نثر الدقل . أخرجه الحاكم .
فإذا ما اتصلت القلوب بالله وذاقت حلاوة معرفته ، فإن التغيير الظاهر يتم بعد ذلك بالإشارة وبأقل مجهود ، وبداية الإصلاح إذن تكون بربط القلوب بالله وغرس الإيمان فيها ليصبح هو الدافع لجميع الأعمال .
لذا فإن من الواجب علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا ، وتشكيل عقولنا مرة أخرى ، وأن يحتل فيها الإيمان المساحة العظمى ليصبح أساس التفكير ومنطلق الأعمال ، وليس معنى هذا أن نهمل الجوانب الأخرى ، ولكن المطلوب هو التركيز على الجانب الإيماني فبه ستحل البركة على جميع الأعمال ، وسيسهل على الواحد منا القيام بجميع الواجبات والابتعاد عن المنهيات .
ريتاج مشرف عام
عدد الرسائل : 1773 العمر : 38 sms : أحمدك ربي أنك ربي تاريخ التسجيل : 18/03/2008
موضوع: رد: حتى نغير ما بأنفسنا الجزءالثانى الثلاثاء 29 أبريل 2008 - 0:34
فعلا الا بيتوكل على ربنا بيسهله كل شيى وتقبل مرورى