منتديات احلى ملاك لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين |
|
| مسلمات خالدات & خديجة بنت خويلد رضي الله عنها&&أم المؤمنين ........ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ريتاج مشرف عام
عدد الرسائل : 1773 العمر : 38 sms : أحمدك ربي أنك ربي تاريخ التسجيل : 18/03/2008
| موضوع: مسلمات خالدات & خديجة بنت خويلد رضي الله عنها&&أم المؤمنين ........ السبت 27 سبتمبر 2008 - 21:55 | |
| مسلمات خالدات خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قالت خديجة رضي الله عنها تخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله لن يخزيك الله أبدا , إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث ,وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف , وتعين على نوائب الدهر )
نسبها كان خويلد بن نوفل زعيم بني(أسد بن عبد العزي) شقيق عبد مناف وحليفه و إليه ينتهي الفضل والكرم والسيادة بين قومه وعشيرته ,يطيعونه ويهابونه ,ويحترمون رأيه ويقدرونه. ولقد حفظت قريش له شجاعته عندما تصدى ل(تبع ) ملك اليمن حين أراد أن يحمل معه الحجر الأسود إلى بلاده ومنعه من ذلك , فنصبته قريش عليها زعيما ورئيسا لا ينازعه في ذلك أحد . وكان له أخ اسمه (ورقة) , اشتهر بين الناس بالحكمة وسداد الرأي, وهو أحد أربعة خاصموا قريشا في وثنيتها وعبادتها للأصنام, ولما لم يستجب لهم اعتزلوه وما تعبد من دون الله.
ولادتها تزوج خويلد من فاطمة القريشية أجمل سيدات مكة وأكثرهن صباحة وجه , وروعة حسن فولدت له خديجة رضي الله عنها فكانت صورة عن والدتها فقد ورثت عنها الجمال الرائع والحسن الفتان كما ورثت عن والدها خويلد الحزم والذكاء , وعن عمها ورقة العلم والحكمة .
نشأتها نشأت (خديجة ) رضي الله عنها في بيت طاهر كريم مترف , ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها خطبها أبو هالة بن زرارة التميمي فتى قومه بني تميم وأكثرهم مالا و أوسعهم ثراء , فعاشت معه تقدره ويقدرها ولدت له بنتين هالة وهند , ولكن القدر عجل بوفاة الأب قبل أن تشب الطفلتان عن الطوق , وخلف لأسرته ثروة طائلة وتجارة رائجة رابحة.
الزواج الثاني لما عرف عن خديجة رضي الله عنها من حسن وخلق تنافس فتيان العرب عن الاقتران بها ,وفاز من بينهم ( عتيق بن عائد) فتى بني مخزوم , وكان القدر بالمرصاد أيضا, فلم يدع الزوجين يهنئان وينعمان , فاختطفت يد المنون عتيقا دون أن يترك ولدا.
في ميدان التجارة انتقل عتيق إلى الدار الآخرة وقد ترك لزوجته مالا وفيرا, وثروة عريضة ,و تجارة واسعة , فقامت على إدارتها وتوجيهها بما أوتيته من خبرة ومعرفة وذكاء. واستطاعت أن تمضي في دروب الحياة وتشقها بمنتهى الحكمة والفطنة, وكان كلما تقدم لها خاطب ردته بأدب ولياقة , عازفة عن الزواج , لأنها قد مرت من قبل بتجربتين مريرتين . لقد عملت خديجة رضي الله عنها في ميدان التجارة واستطاعت أن تؤسس في مكة بيتا ماليا تجاريا ضخما وأصبح من بعد علما عليها تعرف به, وراحت قوافلها تمضي مصعدة نحو الشام , او هابطة شطر اليمن تغزو الأسواق , وتحمل منها ما يدر عليها الربح الوفير والمال الكثير.
الطاهرة سيدة قريش لكن شهرتها رضي الله عنها لم تقف عند حد المال والجمال , بل تعدت ذلك إلى سيرتها التي كانت نبراسا لكل فتاة ولكل أم فعرفت بين القاصي والداني بلقبي الطاهرة , وسيدة قريش . وكانت يد العناية الإلهية هي التي تدبر وتصرف وتوجه وتعد خديجة لأن تكون بعد زمن يسير المسلمة الاولى أم المؤمنين الاولى وسيدة نساء العالمين , والزوجة المجاهدة الصابرة.
الأمين على تجارة خديجة كان الأمين صلى الله عليه وسلم حديث الناس في مكة , يقدر الجميع –بلا استثناء- صفاته وأخلاقه , ويحترمون أمانته و ورعه , ويكبرون صدقه وصواب رأيه. ولقد ترك كل ذلك في نفوس القريشيين عموما والمكيين خصوصا انطباعا عميقا في تقديره وتقديمه (عليه الصلاة والسلام). وكانت خديجة –رضي الله عنها- ممن يستمعون إلى أخباره وأبنائه بإعجاب مشوب بلهفة , وكثيرا ما حدثها بذلك خزيمة ابن عمها صديق محمد صلى الله عليه وسلم ورفيقه. فوجدت نفسها يوما ترسل رسولها إلى أبى طالب تعرض عليه عرضا سخيا مقابل أن يتولى محمد صلى الله عليه وسلم أمر تجارتها وقوافلها المحملة بمختلف البضائع . و رضي محمد صلى الله عليه وسلم بذلك واستبشر خيرا بأفق جديد ينفتح له من آفاق الحياة الرحبة , وتهيأ للرحيل. لكن أبا طالب كان شديد القلق على ابن أخيه الذي وصاه به خيرا الراهب بحيرا ,فأتي الى ميسرة غلام خديجة يحذره ويوصيه بمحمد صلى الله عليه وسلم. وإزاء ذلك تركز اهتمام ميسرة على محمد يراقبه احتراما وتنفيذا لوصية أبي طالب. ولقد رأى ميسرة من أمر محمد العجب العجاب : شخصية خارقة, وخلق دمث , وكلمة متزنة , ومشية كلها الوقار , وحديث كله عذوبة, و أمانة ما بعدها أمانة , وصدق بالغ و وحنكة ودراية يعجز عنها فحول التجارة. ورأى ما لا يمكن أن يستهان به , او يمر به مرور الكرام , رأى السماء تظله بظلها حين يشتد لهيب الشمس , وغمامة تتبعه في تنقلاته وتحركاته لتحميه من القيظ الشديد. وعندما أوى مرة إلى شجرة ليستريح في بعض ظلها أورقت واخضرت وزهت . لقد كان ما يراه ميسرة من أمر محمد صلى الله عليه وسلم غير مألوف بالنسبة الى الناس, فازداد حرصه عليه ورعايته له في الحل والترحال.
العودة عادت القافلة إلى البلد الحرام ,وقد نفقت بضاعتها , وكثرت غلتها وكان ربحها كثيرا وفيرا. وعندما أذن مؤذن العير بالوصول قامت خديجة على غير عادتها إلى سطح دارها ترقب القافلة واللهفة بادية على وجهها ,وبكلمات وجيزة وأدب جم ووقار باسم, أفضى محمد إلى خديجة بوقائع الرحلة. ولدى انصرافه عليه السلام من عندها , أقبل ميسرة غلامها يحدثها , ويصف شؤون القافلة المالية. وكان ما ربحته خديجة من مال هذه المرة يفوق أضعاف ما كانت تكسبه في المرات السابقة. ولا يفوت ميسرة أن يحدثها الحديث الطويل عن فضل محمد في ذلك ,ثم يفيض في سرد ما رآه من أمره..... وخديجة في كل ذلك سماعة له , مصغية بأذنيها وجوارحها وعواطفها إليه...., ثم تستزيد فيزيدها . بعد هذا , أغرقت خديجة في تأملاتها و تطلعاتها , وكان قلبها يزداد خفقانه كلما أمعنت في التفكير والتأمل وما كانت لتنسى أبدا وهى حالتها هذه ما رأته في منامها منذ أمد إذ رأت شمسا عظيمة مضيئة أشد ما يكون الضوء حمالا وجلالا وسطوعا تهبط إلى دارها من سماء مكة فيغمر ضوءها ما يحيط به من أماكن وبقاع , وإنما على أثر ذلك سعت إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل العابد الزاهد , حكيم قريش وعالمها تقص عليه الرؤيا فيقول لها : - لكي البشرى يا خديجة يا ابنة العم فهذه الشمس المضيئة علامة على قرب مجيء النبي أطل زمانه , ودخولها في دارك دليل على أنك أنت التي ستتزوجين منه. فكرت في ذلك مليا , ثم استقر رأيها على قرار..... مضت إلى دار ابن عمها ورقة وحدثته بحيث ميسرة عن محمد و الغمام الذي كان يظلله في تنقلاته يحميه وهج الشمس وأذاها , فهتف ورقة : -قدوس قدوس... لقد قرب الأوان , واستدار الزمان , وآن لمكة أن تشهد الآية الكبرى. ثم أبدت رغبتها في الاقتران من محمد فوافقها ورقة , وعادت إلى دارها وأرسلت نفيسة بنت منبه الى محمد تذكرها عنده وتعرض عليه نفسها . فقال عليه السلام لنفيسة بعد أن رغبته في الزواج : • ما بيدي ما أتزوج به؟ فقالت نفيسة : • فأن كفيت ذلك , ودعيت إلى الجمال والمال والشرف , ألا تجيب ؟ قال : • فمن هي ؟ قالت : خديجة ... قال : • بنت خويلد؟ قالت : • نعم. فقال في ابتهاج : • وكيف لي بذلك؟ قالت : • فأنا افعل. فقال : • وأنا قد رضيت.
الـــــــزواج عمت الفرحة بيوت الهاشميين , وتناقل الناس النبأ العظيم وتقدم أبو طال يفتتح الحفل فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم و زرع إسماعيل وضئضيء (الأصل والنسل) معد وعنصر مضر , وجعلنا حضينة بيته , وسواس مريه (الناقة) , وجعل لنا بينا محجوبا , وحربا آمنا ,وجعلنا الحكام على الناس ,ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا , وأن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل ومحمد من قد عرفتم قرابته , وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل ما عاجله خمسمائة درهم ,وهو والله بعد هذا النبأ عظيم ... وخطر جليل جسيم....) ثم تكلم ورقة بن نوفل فقال : الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت ,فنحن سادة العرب وقادتها, وأنتم أهل ذلك كله ,لا تنكر العشير فضلكم , ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم , وقدفي الاتصال بحبلكم وشرفكم , فاشهد علي معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله علي الصداق المسمي ثم سكت فقال له أبو طالب : - قد حببت أن يشركك عمها.... فقام عم خديجة عمرو بن أسد فقال : - اشهدوا علي معشر قريش أني قد أنكحت محمد ابن عبد الله خديجة بنت خويلد فهو والله الفحل الذي لا يقرع أنفه. واحتفل بالزفاف ,وأمرت خدبجة مواليها أن يضربن الدفوف ويغنين . فقال أبو طالب : الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب , ودفع عنا الغموم. وتأسس البيت النبوي المبارك
في بيت خديجة مرت أيام الحياة بمحمد و خديجة على اهنأ ما تكون ,فقد كان الزواج في حقيقته زواج عقل راجح الى عقل راجح , وأدب جم وطيب خلق الى مثله. وإليك ما قاله الأستاذ العقاد –رحمه الله في وصفه ذلك : (لم يجد محمد إلى جانبه فتاة عزيزة تفزع ولا تدري ما تصنع ,بل وجد إلى جانبه قلبا كريما وروحا عظيمة وسكنا تهدأ عنده جائشة ضميره وتطمئن إليه خشية فؤاده).
رياحين قلب النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مرور عام أنجبت خديجة رضي الله عنها زينب كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فملأت البيت بالحركة والحيوية. وبعد ذلك بعام وضعت رقية فكانت محل الحب والإعزاز,ثم عقبتها أم كلثوم ثالثة النجوم. وتهامس الناس في أندية قريش بأن محمد لا يلد إلا بنات ,وحين دخل العام العاشر من الزواج الميمون كانت قد حملت خديجة ,وتمنى المحبون أن يكون المولود ذكرا. وحلت في ذلك العام بقريش كارثة , إذ احترقت ستار الكعبة , ومر بها سيل جارف فصدت جوانبها وأسقط بعض جدرانها,وتنافس الناس في البناء بعد رهبة و فزع ,وشمر الجميع عن ساعد الجد , وحينما بلغو موضع الحجر الأسود تطلعت كل قبيلة لان تحظى بشرف إعادته إلى مكانه من الركن , ثم اشتد النزاع وامتدت الأيادي إلى مقابض السيوف , ولولا كلمة صدرت عن أمية بن الغيرة المخزومي فحجزتهم ,لفتك بعضهم ببعض إذا قال لهم: - يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم. - فقبلوا جميعا ثم تعلقت عيونهم بالباب تنتظر المجهول , وبينما هم كذلك إذ اقبل وجه يضيء كأنه البدر , يعلو الجلال , ويكسوه الوقار ,متزن الخطى من غير تكلف ,رزين من غير فتور فصاح الناس جميعا: - هذا الأمين ,هذا محمد بن عبد الله رضينا بحكمه واستبشرنا بطلعته.
الحكمة البالغة ثم حكموه فيما هم فيه من خلاف , وبحكمته البالغة طلب ثوبا طويلا وضع في وسطه الحجر الاسود ثم طلب إلى الكبراء منهم أن يمسك كل بطرف ثم أعاد الحجر الى مكانه بيده الشريفة , وحقن برجاحة عقله وسمو حكمته دماء العرب ثم غادرهما إلى بيته قلق البال على زوجته التي تعاني من آلام الوضع , دون أن تأخذه أو تهزه نشوة الشعر الذي أخذ يردده الناس : تشاجرت الأحياء في فصل خطة *****جرت بينهم بالنحس من بعد سعد تلاقوا بها بالبغض بعد مودة******** وأوقد نارا بينهم شر موقد فلما رأينا الأمر قد جد جده ******** ولم يبق شيء غير سل المهند رضينا وقلنا : العدل أول طالع ***** يجيء من البطحاء من غير موعد ففاجأنا هذا الأمين محمد ****** فقلنا : رضينا بالأمين محمد وعلى مشارف البيت الكريم تلقى البشرى , لقد وضعت خديجة الوليدة الجديدة فاطمة الزهراء. لقد ولدت – رضي الله عنها – في اليوم الذي أنقذ الله فيه قريشا على يد محمد صلى الله عليه وسلم , وجاءت الزهراء مع البشرى.
فجر الاسلام أجدت خديجة تلاحظ سمات جديدة تعلو وجه النبي الكريم , وهو مع هذا يزداد تألقا وصفاء ويشع نورا وبهاء. فأحسنت بقرارة نفسها وبصدق حدسها أن الأمر جلل.. , فقامت خير قيام بما يمليه عليها منطقها وأدبها ,فوفرت للنبي صلى الله عليه وسلم كل أسباب الصفاء , وما عكرت عليه أبدا خلواته وتأملاته. وتتابعت الرؤى يردف بعضها بعضا, وإنها لرؤى صادقة , فأخذ يحدثها بكل ما يراه وما يعتريه فتستمع إليه بنفس مبتهجة وصدر منشرح , لا تفارق الابتسامة العذبة فمها, ثم تثبته على ما هو وتبعث في ذاته الشريفة العزم والتصميم .
الخــلـــوة وعندما أهل هلال رمضان من ذلك العام, كان انصراف النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه وخلواته وتأملاته أشد وأبلغ ,وقامت خدبجة بتهيئة زاده ,وتشرف على السكينة والاستقرار وتغلفان حياته. وأرجف الناس بأن محمدا قد عشق ربه... زادته أقاويلهم إلا رغبة عنهم , وبعدا عن مجتمعهم وأنديتهم , كما رأى كثيرا من القوم بعض الخوارق والمعجزات فكانت مثار تكهناتهم ومدعاة إرهاصاتهم . وكان عليه السلام حسين يمضي إلى غار حراء لما حبب إليه الخلاء تودعه خديجة – رضي الله عنها- خاشعة النفس , والهة القلب, آملة راجية ,ضارعة إلى الله تعالى أن يحقق آماله وتطلعاته.
يتبببببببببببع
| |
| | | ريتاج مشرف عام
عدد الرسائل : 1773 العمر : 38 sms : أحمدك ربي أنك ربي تاريخ التسجيل : 18/03/2008
| موضوع: رد: مسلمات خالدات & خديجة بنت خويلد رضي الله عنها&&أم المؤمنين ........ السبت 27 سبتمبر 2008 - 21:56 | |
| ليلة القدر
وفي يوم خالد كريم , وفي ليلة مباركة هي ليلة القدر أشرقت الأرض بنور ربها واصطفى الملأ الأعلى وازينت السماء ونادى المنادي: • هذا يوم البشرى.... ثم هبط جبريل –عليه السلام- بالأمر المبين الى الرسول الأمين قائلا له : - اقرأ... فقال النبي عليه السلام : - ما أنا بقارئ ... - فأخذه جبريل وغطه (أي ضمه وعصره ) حتى أجهده ثم أرسله وقال : - اقرأ . . . - فقال النبي عليه السلام : - ما أنا بقارئ .. . فأخذه وغطه ثانية وثالثة ثم قال : -( اقرأ باسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم ) . بعد هذه البشرى . . . وبعد هذا اللقاء العظيم عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصدر الحنون والقلب الكبير, والنفس المواسية , عاد الى خديجة واجفا قلبه يحدثها بما رأى وبما سمع وهو يقول : - زملوني ,زملوني . فانصاعت لطلبه وزملته في دثاره وهي تقول : - أبشر يا ابن عمي واثبت ,فقد أريد بك الخير العظيم , وإنك والله لأهل لكل خير , والله لا يخزيك أبدا , إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل , وتقري الضيف , وتعين على النوائب . ومازالت به حتى طعم وشرب وضحك , وذهب روعه. ثم اجتمع الزوجان بـ ورقة بن نوفل فحدثه النبي صلى الله عليه وسلم بحديثه وشأنه , وما أن فزع حتي هتف ورقة : - قدوس , قدوس , والذي نفس ورقة بيده لقد جاءك الناموس الأعظم الذي كان يأتي موسى , وليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : - أو مخرجي هم ؟ قال ورقة : - نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي , وإن يدركني يومك فأنصرك نصرا مؤزرا.
المسلمة الأولـــــــى أسلمت خديجة و أمنت الزوجة الوفية , ولم تقف في إيمانها عند حد معين بل انطلقت في سبيل الله مثبتة رسوله داعية لدينه , باذلة الغالي النفيس لأجله . ثم تتابع الوحي على رسول صلى الله عليه وسلم يأمره أن يقوم فينذر عشيرته الأفربين , فترك فراشه ودثاره وأمنه وراحته وقام فقالت خديجة: -يا أبا القاسم عد إلى فراشك فلا بد لك من الراحة ,فلما تنام؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : -انقضى زمن النوم والراحة يا خديجة . . . وتتابع دخول المؤمنين في موكب الإيمان , وأخذت المسيرة طريقها إلى الله فأسلم علي بن أبي طالب , وزيد بن الحارث و أبو بكر الصديق , وعثمان بن عفان و سعد بن أبي وقاص , و أبو عبيدة عامر بن الجراح , و الزبير بن العوام , وعبد الرحمن بن عوف .
الجهر بالدعوة ومكث عليه يدعو إلى الله سرا ثلاثة أعوام حتى أمره الله سبحانه أن يجهر بدعوته إذ أوحى إليه : -( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين). وفي جذه المرحلة بدأ الصراع العنيف الحاد من قبل قريش لدعوة الحق, وأخذ صناديدها يناصبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه العداء فلم يضعف ولم يهن ولم تلن قناته . وأمعن أبو لهب في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم فأمر ولديه عتبة وعتيبة أن يطلقا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم : رقية و أم كلثوم نكاية وتشفيا , ولكن رحمة الله أوسع و أعظم ,فلم يترك الأمر يبلغ مداه وغايته , إذ جاء عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أكثر شباب فريش مالا وأرفعهم محتدا وأكرمهم نسبا يخطب رقية إلى نفسه فكان العزاء الكبير للنبي صلى الله عليه وسلم ولزوجته خديجة رضي الله عنها ورقية نفسها .
أيام الشدائد والمحن وامتدت يد قريش إلى تجارة خديجة تنال منها , فتصادر الموارد , وتقطع السبل , وتحرض الأتباع ,وترشو المساهمين , وتخطف الأولاد .فكانت –رضي الله عنها – تتقبل كل ذلك راضية مرضية . وكثيرا ما كتان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله معفر الجبين, وقد أصابه سفهاء القوم بالأذى , فتتلقاه خديجة بحنانها وحبها , فتمسح جراحه, وتغسل وجهه ,وتطمئن قلبه , ولا تزال تواسيه حتى يبتسم ويتناول طعامه .
الجزاء ويأتي جبريل عليه السلام من السماء حاملا البشرى إلى المؤمنة الصابرة , والمسلمة المجاهدة , والزوجة الوفية , فيخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قائلا : - لقد أمرني جبريل عليه السلام أن أقرئك السلام , والله تعالى يبشرك ببيت في الجنة من قصب (ذهب) لا صخب فيه ولا نصب . و حين أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة فرارا من أذى قريش وظلمها , ودعت خديجة رضي الله عنها ابنتها رقية المهاجرة بصحبة زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي تكبت في أعماق ذاتها نوازع الأمومة , محتسبة فلذة كبدها وبضعة فؤادها أمانة بين يدي الله تعالى .
في شعب أبي طالب لم تفلح وسائل قريش أبدا في فل عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه , فلجأت إلى سلاح جديد هو سلاح المقاطعة , فلا مجالسة , ولا مبايعة ,ولا شراء , ولا مزاوجة , ولا مخاطبة مع الهاشميين و أنصارهم حتى يسلموهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقتلوه. وكتبوا بذلك وثيقة علقوها في الكعبة , واعتزل المسلمون في شعب من شعاب مكة ثلاثة اعوام يقاسمون من الشدائد والمتاعب والمصاعب ما تنهار له الشم الرواسي ,و تتنفر له اقسى القلوب وتتزلزل معه أصلب النفوس . وكان لخديجة في السنوات المحنة فضل كبير , كانت واسي نساء المسلمين بنفسها ومالها , وتغدق عليهم من فيض حنانها ومحبتها وإيمانها وتنفق إنفاق من لا يخاف فقرا ولا شحا. ثم انهارت مقاومة قريش , وعاد المسلمون الى مكة , وهم أصلب عودا وأشد مضاء.
عـــــــــــام الحزن
توالى الوحي , وأخذ أمر الرسالة يقوى ,و رايتها تعلو , والصراع بين الإيمان والكفر يشتد , وأخذت وفود العرب تتعرف الى محمد و دعوته . وفي عام واحد أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحادثتين جللين جعلاه يسمي ذلك العام عام الحزن . فقد توفي عمه أبو طالب الذي كان درعه الواقية , يدفع عنه الأذى ويحميه من سفه السفهاء ,تهابه قريش لمكانته فيها تحترمه لرجاحة رأيه. انطفأ السراج اللامع, وذرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم الدموع الغزيرة , لقد مات الرجل الذي كفله صغيرا , ورعاه يافعا , وحماه نبيا. ثم لحقته خديجة ...... لقد أوهنت سنوات الحصار والمقاطعة بقسوتها وشدة وطأتها جسد النبيلة الطاهرة والمجاهدة الكريمة الصابرة ,فسقطت صريعة المرض . وأحس النبي صلى الله عليه وسلم بالحزن والأسى كما أحاطت بالفراش الطاهر زينب ,و رقية وأم كلثوم ,و فاطمة يبكين أغلى الأمهات , وأكرم المجاهدات. ثم دنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا وهو يقول : - ما أمر الفراق يا خديجة , سيكون اللقاء في الجنة , وفي قصرك يا خديجة الذي أعده الله لك من لؤلؤ مضئ. - فتجيبه الصديقة مع آخر نسمة من نسمات الحياة : - إن شاء الله . . . - ويبكي النبي صلى الله عليه وسلم ,و تبكي بناته , ويخلو البيت الكريم من الشعلة الايمانيه التي أضاءت حياته وآفاقه ثمانية و عشرين عاما. ولحقت خديجة – رضي الله عنها – بالرفيق الأعلى , مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء , والصالحين .وحسن أولئك رفيقا .
| |
| | | | مسلمات خالدات & خديجة بنت خويلد رضي الله عنها&&أم المؤمنين ........ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|