ماذا قال(اسلام اون لين ) عن محمد عبد الوهاب

اللاعب عبد الوهاب.. القدر سبق "الفيفا"
اللاعب محمد عبد الوهاب كان يحلم منذ نعومة أظفاره بالشهرة والنجومية في مجال الرياضة، فكُرةُ القدمِ معشوقته التي لا تكاد تفارقه، أحبَّها وعشقها.. ولكن الحب وحده لا يكفي، فالمشوار طويل ويحتاج إلى البذل والعطاء والتدريب، و...و...و...؛ فالنجاح ثمنه غالٍ.. وما أغلى الثمن!.
أخذ في التدريب المتواصل؛ حتى استطاع اللاعب المصري محمد عبد الوهاب أن يلتحق بأحد الأندية العربية، وأخيرًا أتيحت له الفرصة للعب في نادٍ من أكبر نوادي بلده مصر، فقد تمت إعارته للنادي الأهلي لمدة عامين، وها هي الفرصة سانحة أمامه لتحقيق حلمه من الشهرة والمجد.
وفعلاً أصبح عبد الوهاب بعد عامين من انضمامه للنادي الأهلي نجماً يُشارُ إليه بالبنان، والأندية تتنافس عليه، فهو يتميز بلياقة بدنية عالية، ومهارة وحرفية، كما أنه مجتهد لا يمل من مواصلة الجهد والتفاني في العطاء للكرة والملاعب.
أما أخباره فقد ملأت الصحف والجرائد، وأصبح حديثًا على ألسنة المهتمين بالرياضة وكرة القدم في مصر، رغم أن عمره لم يتجاوز الثالثة والعشرين بعد.
قصة نجاح
وكان عبد الوهاب -الذي رحل عن عمر يناهز 23 عاما- قد بدأ حياته الاحترافية في نادي الألومنيوم، وضمه حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب دون 20 عاماً آنذاك للفريق، ودفع تألقه نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية للتعاقد معه.
لكن اللاعب لم يرتد أبداً قميص الظفرة، فأعاره النادي الإماراتي عام 2003 لنادي إنبي (المصري) الذي لعب بين صفوفه موسما واحدا، ثم أعاره مرة أخرى إلى النادي الأهلي عام 2004 لمدة موسمين.
ومع زملائه بالأهلي، فاز عبد الوهاب بالدوري الممتاز مرتين، وقدم أداءً رائعاً في نهائي دوري أبطال أفريقيا التي توج الأهلي بلقبها، إضافة إلى مشاركته مع الفريق في الفوز بكأس السوبر الأفريقي، وكأس مصر، والمشاركة في كأس العالم للأندية في اليابان العام الماضي.
وعلى الصعيد الدولي، شارك عبد الوهاب مع منتخب الشباب في الفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2003، محرزاً هدفاً غالياً في شباك المنتخب المالي في الدور قبل النهائي، كما شارك في كأس العالم التي أقيمت بالإمارات في العام ذاته، ووصل فيها منتخب مصر لدور الـ16 قبل أن يغادر البطولة على يد المنتخب الأرجنتيني.
لكن الإنجاز الأكبر للاعب الراحل كان المشاركة في فوز منتخب مصر الأول بكأس الأمم الأفريقية، التي أقيمت في شهر يناير 2006م، حيث قدم أداءً مميزاً جعله أحد أبرز لاعبي المنتخب المصري في مركزه بخط دفاع المنتخب المصري الأول لكرة القدم.
يتسابقون عليه
عبد الوهاب
ما أروع طعم النجاح، وبخاصة بعد الكفاح المرير، وها هو لاعبنا يذيع صيته، ويرتفع ثمنه، وبخاصة بعد تنافس الأندية عليه، وبدأت أكبر النوادي تتسابق لشرائه، فالنادي الأهلي يتمسك به، ويصمم على التفاوض لشرائه من نادي الظفرة الإماراتي، وهناك أندية أخرى تعرض الملايين لينضم إليها، أما هو فاختار أن يلعب للنادي الأهلي المصري.
كبر الحلم بداخله ونما، ولم يعد يهدف للشهرة الكروية فحسب، بل الوصول إلى البطولات الدولية، وها هي الفرصة سانحة، فبعد أسبوعين على الأكثر سيشارك في مباراة مهمة في كأس الكئوس الأفريقية، ولكن أنى له ذلك؟ فنادي الظفرة يطالبه بتنفيذ بنود العقد، والذي يمنع لعبه في أي مكان آخر دون موافقته، فهو الذي يملك بطاقته الدولية، والنادي الأهلي يصر على حق اللاعب نفسه في فسخ العقد، والانضمام للأهلي، ويُرفع الأمر إلى الفيفا؛ لحسم الموقف لصالح أحد الفريقين.
وتمر الساعات تلو الساعات رتيبة ثقيلة، فلم يعد يدري متى ستُحل هذه المشكلة، فالأيام تمر، ويقترب موعد المباراة الافتتاحية، تُرى لصالح أي الفريقين سيكون حكم الفيفا؟ من سيفوز باللاعب محمد عبد الوهاب، فريق الظفرة أم فريق الأهلي؟.
فريق الأهلي يعرض 300 ألف دولار (أي حوالي 2 مليون جنيه مصري)، لشراء اللاعب من نادي الظفرة، أما نادي ظفرة فطلب 2 مليون جنيه تعويضًا عن الخسارة التي تسبب له فيها النادي الأهلي، فقد فوّت عليه فرصة بيع محمد عبد الوهاب إلى إحدى الفرق الأجنبية بثمن كبير، كما طالب نادي الظفرة اللاعب نفسه بتعويض أكثر من 5 مليون يورو لعدم التزامه بالعقد المبرم بينهما؛ وتأخره في العودة إلى الفريق.. الكل ينتظر حكم الفيفا بترقب يملؤه الخوف مع الرجاء.
ولكنه قال في نفسه: عليّ أن أطرح كل ذلك جانبًا، وأن أبدأ في التدريب ومضاعفة الجهد حتى أتميز أكثر وأكثر؛ لأجتاز هذه المباراة الحاسمة في حياتي بنجاح.
وحانت ساعة الصفر.. فالخميس 31 أغسطس 2006م هو آخر أيام الأسبوع، ولم يبقَ سوى عشرة أيام على موعد المباراة، عشرة أيام ويشارك في بطولة إفريقيا.. ما أروع أن نحلم ونرى حلمنا يكبر ويكبر!.
وكعادته، توجه إلى النادي الأهلي لأداء المران اليومي، بدأ التدريب في نشاط وحيوية، الكل سعيد بتواجده معهم، فهو إضافة حقيقية للفريق، فما أروع اللاعب حينما يتميز بأخلاقه ومهاراته، أما هو فلم يكفَّ عن الحركة والنشاط، وفجأة..
توقف اللاعب عن الحركة، وأمسك رأسه بكلتا يديه، وهوى إلى الأرض، التف حوله الفريق والطبيب المعالج، وتم نقله إلى المستشفى، ولكن دون جدوى.. لقد توقف القلب فجأة دون سابق إنذار، مات محمد عبد الوهاب.. نعم مات.. لقد سبق حكم القدر حكم الفيفا في تقرير مصير اللاعب.
توقف نشاطه، توقفت حركته، انتقل من عالم الحركة إلى عالم السكون، من عالم الإرادة إلى عالم اللاإرادة، ما أعجب فلسفة الحياة التي تتقلب بين الحركة والسكون.
تُرى ماذا كان يفعل محمد عبد الوهاب لو كان يعلم أن الخميس 31/8/2006م هو آخر أيام حياته.. بل ماذا تفعل أنت لو كنت مكانه؟!.. ربما يبدو السؤال غريبًا، ولكن الأمر ليس غريبًا، فمن منا يضمن أن يعيش لحظة واحدة؟.
من منا يضمن إذا تنفس أن يخرج النفس مرة أخرى، من منا يضمن أن يهنأ في تلك الحياة، ولو لأيام عديدة. إنها الدنيا الزائلة التي نجري وراءها ونلهث، وفي النهاية تتركنا دون سابق إنذار.
فقد كَانَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِى أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ. [البخاري].
الدنيا والكرة
والدته خلال تشييع جثمانه
وكما يلعب اللاعب بالكرة يرميها بعيدًا تارة، ويقربها تارة أخرى، يرفعها إلى أعلى تارة، ويلقي بها إلى المنحدر تارة، هكذا الدنيا، تمضي بنا، ترفعنا أو تخفضنا، أو تهوي بنا، والكيس الفطن هو الذي يستطيع أن يملك زمام أمره، وأن يجعل من الدنيا وسيلة وليست غاية.. نعم إنها وسيلتنا للدار الآخرة.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً. فَقَالَ «مَا لِى وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِى الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» [الترمذي].
رآها النبي في ليلةِ الإسراء والمعراجِ امرأةً كبيرةً في السنِّ عجوزًا شمطاء مخيفةً، عليها حليٌّ وجواهر وزينة، فما التفتَ إليهَا النَّبِيُّ ، وهو لا يدْرِي من هي، فسألَ جبريلَ: منْ هذه يا جبريل؟ قالَ: (هذه هي الدنيا يا رسولَ الله).
ومن يأمل الدنْيَا يكنْ مثلَ قابضٍ
على الماءِ خانَتْهُ فروجُ الأصابعِ
الجزيرة الساحرة
وقد أعجبني كثيراً تشبيه الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي للدنيا حينما قال: أستطيعُ أنْ أُشبِّه موقفَنَا مِنَ الدُّنيا بركّابِ سفينةٍ، طلبَ منهم القبطانُ أنْ ينزلُوا فِي جزيرةٍ، ثمَّ يعودُوا سريعًا، فانقسمُوا ثلاثةَ أقسامٍ:
قسمٌ منهمْ قَدْ عادَ سريعًا. والقِسْمُ الثانِي ملأ كيسًا بالأصدافِ والمحارِ والنباتاتِ والزهورِ مِنَ الجزيرةِ، ثمَّ عادَ فوجدَ المكانَ الذِي فِي السفينةِ لا يتسعُ لهُ ولِمَا يَحْمِلُ، فحَمَلَ مَا كانَ مَعَهُ وجلَسَ متأذيًا، والقسمُ الثالثُ أعجبتْهُمْ الجزيرةُ، فعَاشُوا فيهَا ونَسُوا أنفسَهُمْ ونَسُوا السَّفِينَةَ حتَّى أبْحَرَتْ وتَرَكَتْهُمْ.
وهذا الإمامُ علي بن أبي طالبٍ t يلخص لنا الأمر فيقولُ: (الدنْيَا إذَا حلتْ أوحلتْ، وإذا كستْ أوكَسَتْ، وإذا أيْنَعَتْ نعت، وإذَا جَلَتْ أوجلَتْ، كَمْ منْ ملكٍ رفعتْ لهُ علامات، فلمَّا علا مات، ولا يبْقَى إلا وجه ربك ذو الجلالِ والإكرام).
نصيحة
أقول لكل صاحب شهرة بأن يستغلها في طاعة الله.. وأسمعكم تقولون: ألا نستمتع بنعم الدنيا؟ ألا نتقدم للأمام؟! وأنا أقول لكم: بل تقدموا واشتهروا واسعوا في طلب الدنيا، فكلنا يسعى في طلب الدنيا، وهذا ليس عيبًا، على العكس فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؛ والمال قوة، والشهرة قوة، والسلطة قوة، والعلم والتقدم قوة، وهذه القوة هبة من الله لنا، ولذلك يجب أن نستغلها في طاعته ورضوانه، وإلا سلبها منا.
فهل فكرت معي في توظيف هذه الشهرة في طاعة الله، والأخذ بيد الآخرين للعودة إلى الله، فتتحول دنيانا إلى جنة، فتصبح الجنة جنتين، جنة في الدنيا ننعم فيها بلذة الطاعة، وجنة في الآخرة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. يقول الله تعالى: )وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان ( [الرحمن: 46].
افهموا الدنيا
هذه فرصة لنفهم الدنيا، فهي ليستْ دارَ تكريمٍ، بل دار ابتلاءٍ، إنها عرض زائل يأكلُ منْهُ البرُّ والفاجرُ، والآخرةُ وعدٌ صادقٌ يحكمُ فيها ملكٌ عادلٌ يحقُّ الحقَّ ويبطلُ الباطل، ولا يفوز إلا المتقون، قال تعالى:)إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( [الحجرات: 13].
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن عليك ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يُرتجي طول عمره
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
داوموا على الطاعات
ربما أتاك الموت فجأة دون سابق إنذار، فتبعث على ما مت عليه، فهل تخيلت مثلاً أن تموت وأنت ساجد، وتبعث وأنت ساجد، لم لا؟ فما عليك إلا المداومة على الطاعات، حتى تستحق الموت على الطاعة.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ (كُسر عنقه) فَمَاتَ فَقَالَ «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّياً» [متفق عليه].
سؤالٌ أطرحه عليك.. نعم أنت: على أي شيء تحب أن تموت؟ هل تحب أن تموت ساجدًا.. راكعًا.. حاجًّا.. آمرًا بمعروفٍ أو ناهيًّاٍ عن منكر.. ماشيًا في حوائج الناس؟ هل تحب أن تموت شهيدًا؟ فمن طلب الشهادة بحق مات عليها ولو مات على فراشه!.. اختر معي.. هل تحب أن تموت على الطاعة؟
إذن داوم عليها، اطلب من الله العون والثبات، فإن الله يفرح بعودتنا، فهلا رجعنا إليه تائبين عائدين.. هيا معي لنبدأ معًا حياةً جديدة، حياة ملؤها الطاعة والقرب من الله، هيا لنرى جنة الدنيا وجنة الآخرة.. هيا، أناديكم، فهل تلبون؟!
وأخيرًا.. هذا محمد عبد الوهاب بين يدي الرب الكريم الأرحم بعباده من الأم بولدها، وقد انقطع عمله من الدنيا، ولن ينفعه أحدٌ إلا بدعوة صادقة بالمغفرة والرحمة، فلا تنسوه من فضل دعائكم، هو وجميع موتى المسلمين
ماذا قال(اسلام اون لين ) عن محمد عبد الوهاب Mmjbgry8

ماذا قال(اسلام اون لين ) عن محمد عبد الوهاب Mmjbgry8

مشكوور على المجهود الرائع
موضوع مميز
ونتمنى منك المزيد

مشكور يا عمرو على الموضوع
بجد محمد عبد الوهاب كان محبوب بين كل الناس
وكان خبر وفاته صدم للعالم كله
يلا قدره ومكتوبه

مشكور يا عمرو
بجد تستحق عضو مميز

ربنا يرحمه ويرحمنا جميعا مشكووووووور يا موووره علي الموضوع الجااامده ده
تقبل مروري
غااوي حب

امين يارب العالمين
ويرزقنا بالفردوش الاعلى

شكرا على المرور الكريم

» من جديد سجل حضورك بالصلاة على محمد وآل محمد
» ماذا بعد قصة حب فاشلة ؟؟
» ماذا تفعلين لو اعجبت برجل ...؟؟؟
» ماذا ستفعل اذا جرحك من تحب وخان حبك له ؟
» ماذا تقول لمن جرح احساسك