من أنا .........؟

من أنا ...تائه انا وسط الدروب ...لاأعلم الي أين أسير ولا الي أين ذاهب ...أتخبط في ظلام دامس يقودوني فيه الشيطان يشدني كالبهائم بكل سهولة فلم اقل له في يوم لا ...لم أعرف معني المجاهدة قط فطاعتي له عمياء ...شهواتي وغرائزي وقودي الذي أسير به في الظلمات..لو سألتني ما الذي يجبرني علي السير في نفس الطريق ؟؟ فلن أجد جوابا ..غير اني لم أحاول مرة واحدة أن أقف مع نفسي وقفة ..أو ان أقطع هذا القيد الذي يجرني منه هذا اللعين ...

أضحك أمام الناس وقلبي يبكي من شدة الحزن ...وحين أخلو بنفسي ابكي كثيرا ...فأنا لم أعرف للسعادة معني ..

ولكن اليوم ...اليوم فقط أدركني التعب فلم أعد أقوي علي مواصلة السير ..لم أعد اقوي علي التظاهر بالفرح والسعادة أمام الناس ...لقد سئمت الحياة ...

ماذا عساي ان أفعل ...نادم علي ما فات من عمري ... أبكي علي ما اقترفته يداي ..عازم علي أن افتح صفحة جديدة مع نفسي ومع الله ...قطعت هذا القيد اللعين الذي طالما كبل رقبتي ..ولكن أين السبيل يارب ..أين السبيل

أسمع ذلك الصوت الشجي يداعب أذناي ..ويتسلل الي نفسي فيدق قلبي بعنف ويزداد بكائي..انه صوت الأذان ..لطالما سمعته ينادي للصلاة ولم أكن أهتم أو اجيب ..ولكني اليوم تعتريني رغبة شديدة في ان أجيب ..نعم سوف أجيب نداء الحق ..

أسير نحو الصوت بخطوات متثاقلة وانا هائم علي وجهي ...لست أشعر بما حولي ولا أسمع الا صوت الأذان ..هاأنذا اخيرا اقف امام المسجد أنظر اليه في خشوع ..يزداد بكائي أكثر ..أدخل بقدمين مرتعشتين وصوت بكائي يعلو ..لاأعلم ماذا علي فعله الآن ولا اعلم كيف أصلي ..الناس من حولي يهدئون روعي...لكني لا أشعر بهم فأنا اتشوق الي مناجاته ..

لم أقل الا كلمة واحدة وسط الكثير من البكاء ((أريد أن أصلي )).....
أحدهم تطوع وعلمني كيفية الوضوء ..توضأت ثم أوقفوني معهم في الصف لأداء الصلاة ..
وكانت المرة الأولي التي أصلي فيها ...وكان للصلاة طعم آخر ..ناجيته ودعوته ..بحت له بكل ما يجيش في صدري ... ورجوته ان يغفر لي ويأخذ بيدي الي طريق النجاة ..وكم شعرت بالراحة والسعادة ... راحة وسعادة لم أشعر بها من قبل ..

لقد عرفت اجابة السؤال الذي طالما حيرني !! عرفت سبب وجودي في هذه الحياة ..... فلقد أصبح للحياة معني آخر

مشكووور يا عمرو
موضوعك مميز
خالص تحياتى